صفة الركوع

صفة الركوع وما يُقال فيه


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل


( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ )
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ,, وبعد


استكمالاً لما بدأناه سابقاً بوضع درس أسبوعي لتنويع الذكر في الصلاة لكل ركن


صفة الركوع ما يُقال في الركوع
يرفع يديه مكبراً ليركع ويضع اليدين على الركبتين، مفرجتي الأصابع، ويجافي عضديه عن جانبيه، ويسوي ظهره برأسه فلا يقوسه، قالت عائشة رضي الله عنها :" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك" مسلم.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم افتتح التكبير في الصلاة فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال سمع الله لمن حمده فعل مثله وقال.. ربنا ولك الحمد، ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود )) رواه البخاري


( سبحان ربي العظيم يكررها ثلاث مرات) أخرجه مسلم.


ويقول أيضاً : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لّي ) رواه الشيخان.


ويقول أيضاً : ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي.


( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) رواه أبو داود وهو حسن


( اللهم لك ركعت , وبك آمنت , ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي وعظمي ، وعصبي ) رواه مسلم .


ويكثر من تعظيم الله سبحانه وتعالى في حال الركوع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )) رواه مسلم


فتارة يقول هذا وتارة أخرى يغير لعل القلب يعي ما يقوله اللسان

حالة المأموم مع الإمام


الحالة الأولى : أن يتيقن أنه وصل إلى الركوع قبل أن ينهض الإمام منه فيكون حينئذ مدركاً للركعة وتسقط عنه الفاتحة


الحالة الثانية: أن يتيقن أن الإمام رفع قبل أن يصل هو إلى الركوع وحينئذ تكون الركعة قد فاتتهُ ويلزمه قضاؤها


الحالة الثالثة : أن يتردد ويشك هل أدرك الإمام في ركوعه أو أن الإمام رفع قبل أن يدركه في الركوع وفي هذه الحال يبني على غالب ظنه


في حال الشك : يكون الإنسان متردداً في إدراك الإمام راكعاً بدون ترجيح ففي هذه الحال يبني على المتيقن وهو عدم الإدراك لأنه الأصل وتكون هذه الركعة قد فاتته( ابن عثيمين رحمه الله تعالى )
فتاوى


س: نرى كثيرا من الناس يدخلون المسجد والإمام راكع ركوع الهواء حال الصلاة، فمع تكبيرته قال الإمام سمع الله لمن حمده فلم يمكن هذا الرجل أن يأتي بتسبيحة في ركوعه، فهل يعتد بهذه الركعة التي لم يلحق التسبيح في ركوعها أو يأتي بركعة غيرها بعد تسليم الإمام


ج : من كبر تكبيرة الإحرام حال رفع الإمام من الركوع لا يعتد بهذه الركعة، وكذلك من كبر تكبيرة الإحرام ثم كبر تكبيرة الركوع وركع حال رفع الإمام من الركوع لا يعتد بهذه الركعة، لأنه فاته الإشتراك مع الإمام في الركوع بقدر يكفي للاعتداد بهذه الركعة وعليه أن يأتي بركعة بدلها بعد سلام الإمام. ومن كبر تكبيرة الإحرام ثم أدرك الإمام وهو راكع فركع معه قدرا يحقق الطمأنينة اعتد بهذه الركعة عند جمهور العلماء لحديث «إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة» رواه أبوداود وهو حسن ، ولحديث: «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة» رواه الشيخان ( اللجنة الدائمة)


س : ما هو أقل الركوع ؟ أي ماهو ضابط الركوع المجزئ ؟


ج : الصحيح في ذلك ما حده المجد وهو جد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال ( والواجب من الركوع أن ينحني بحيث يكون إلى الركوع التام أقرب منه إلى الوقوف التام , يعني بحيث يعرف من يراه أن هذا الرجل راكع )


مخالفات


من المخالفات التي يتساهل الناس فيها هو الركض لإدراك الركعة مخالفاً بذلك أمر الرسول 
صلى الله عليه وسلم حيث قال


( إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة , فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) متفق عليه


احتساب الركعة أثناء قيام الإمام ودخول المأموم معه .


قراءة القرآن في الركوع ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ) رواه مسلم


انتظار الإمام حتى القيام إذا فاتت المأموم الركعة .


الانحناء أكثر من المأمور به والوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم .


اللهم لا تجعنا ممن قلت فيهم ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ) واجعلنا ممن أطاع واستجاب لقولك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ... اللهم آمين


المراجع : فتاوى اللجنة الدائمة .. كتاب الصلاة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى .. شرح منار السبيل للشيخ خالد الصقعبي