الصلاة ودروس مختصرة في الصلاة

دروس مختصرة في الصلاة

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد

قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )

وقال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقًِّ )

وجاء عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري

وقال عليه الصلاة والسلام ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) أخرجه أحمد والنسائي ، وصححه الألباني

( إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يناجي ربه ) رواه البخاري

أخواني من منطلق هذه الآيات وهذه الأحاديث نريد أن نضع وضع أكثر من ذكر واحد لِكُل ركن في الصلاة .. مع صفته .. وأتمنى أننا نحفظ هذه الأذكار كي نستشعر عظمة الله أثناء الصلاة والوقوف بين يدي الله عز وجل .. وقد بين فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في كتاب صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم فوائد تنويع الذكر في الصلاة وهي :

الفائدة الأولــــى : الإتيان بالسنة على جميع وجوهها.

الفائدة الثانية : حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين ( وأهملها غيرك ) نُسيت ولم تحفظ.

الفائدة الثالثة : ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة، لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولا يستحضرها، ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاً للسنة.

صفة تكبيرة الإحرام والاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام

نرى الكثير الكثير لا يهتم بتكبيرة الإحرام وقد ورد في فضلها " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كُتِبْتَ له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق" رجح الترمذي وقفه على أنس – رضي الله عنه- وقد حسنه مرفوعاً بعض المحدثين وحسنه الألباني رحمه الله تعالى


صفة تكبيرة الإحرام وما بعدها

ما يقوله العبد في الاستفتاح


عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم افتتح التكبير في الصلاة فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال سمع الله لمن حمده فعل مثله وقال.. ربنا ولك الحمد، ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود )) رواه البخاري وقال ابن عثيمين ثم تخفض رأسك فلا ترفعه إلى السماء لأن النبي 
صل الله عليه وسلم " نهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة " رواه البخاري ولهذا ذهب من ذهب من أهل العلم إلى تحريم رفع المصلي بصره إلى السماء فتخفض بصرك وتطأطيء رأسك لكن كما قال العلماء : لا يضع ذقنه على صدره ـ أي لا يخفضه كثيراً ـ حتى يقع الذقن وهو مجمع اللحيين على الصدر بل يخفضه مع فاصل يسير عن صدره .. وينظر إلى موضع سجوده

(( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني ن خطاياي بالماء والثلج والبرد)) متفق عليه

(( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك )) رواه أبو داود وهو حسن

ويستفتح صلاة الليل بما كان الرسول 
صل الله عليه وسلم يستفتح به وهو : ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كان فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )) رواه مسلم .

من المخالفات قول ( ولا معبود بحق سواك ) لأنه لا أصل لها ولم ترد


مسألة : هل يجمع بين أنواع الاستفتاح ..؟ الجواب: لا يجمع بينها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب أبا هريرة حين ســأله بأنه يقول: « اللَّهُمَّ باعِدْ بيني وبين خطاياي »... إلخ. ولم يذكر « سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدِك » فدلَّ على أنه لا يجمع بينها. ابن عثيمين رحمه الله


تنبيه: بعض الناس يقرؤها بهذه الصيغة ( الله وَكْبَر) وهو خطأ شائع لابد من الانتباه إليه وتجنبه الأولى تفخيم اللام من لفظ الجلالة والباء والراء من أكبر تنبيه : بعض الناس إذا دخل والإمام راكع فإنه يأتي مسرعاً ويركع للإحرام أثناء ركوعه,فهذا لا تصح صلاته لأن تكبيرة الإحرام لا بد أن تكون أثناء القيام


فتوى : س: هل يجوز أن أقطع النافلة وألحق تكبيرة الإحرام مع الإمام أو أتم النافلة؟

ج: نعم إذا أقيمت الصلاة المفروضة فاقطع النافلة التي أنت فيها لتدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام، لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم « إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة » رواه مسلم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .. وله أن يتمها خفيفة ( وهو رأي الجمهور )


« ثم يستعيذ » ، أي: يقول: أعوذُ بالله مِن الشيطان الرجيم وإن شاء قال: « أعوذُ باللَّهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرَّجيمِ؛ من همزه ونفخِه ونفثِه » وإن شاء قال: « أعوذُ بالسميعِ العليمِ مِن الشيطانِ الرجيمِ » والاستعاذةُ للقراءة وليست للصَّلاةِ . ابن عثيمين رحمه الله تعالى


كان صلى الله عليه وسلم سيد الخاشعين يصلي لله خاشعاً مخبتاً ، يبكي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء

كان ابن الزبير إذا قام إلى الصلاة كأنه عود .

وكان ابن الزبير يصلي في الحجر ، فيرمى بالحجارة من المنجنيق فما يلتفت .

وكان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر وإذا قام إلى الصلاة ارتعد . فقيل له فقال : تدرون بين يدي من أ قوم ومن أناجي ؟

وقالت بنت لجار منصور بن المعتمر : يا أبت أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة ؟ قال : يا بنيته ذاك منصور يقوم الليل

اللهم اجعلنا متبعين ولا تجعلنا مبتدعين واجعلنا من المحافظين على التبكير وارزقنا الخشوع اللهم آمين والحمد لله رب العالمين



المراجع : كتاب الصلاة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى .. فتاوى اللجنة الدائمة .. شرح منار السبيل للشيخ خالد الصقعبي